في ذكرى تفجير بيروت، للنظام نقول: محاولات طمسكم للعدالة تزيدنا عزيمة.

سنتان على تفجير ٤ آب، نتذكرها ونشهد نهج التآمر المستمر لمحو آخر معالم الجريمة، حرق الاهراءات في محاولة لتدمير ذاكرتنا الجماعية، ظانين أننا سننسى يوماً ما اقترفته أيديهم وحدود الاجرام الذي وصلوا إليه.

تعود علينا الذكرى هذه السنة، في ظروف إقتصادية وإجتماعية أصعب من السنين التي مضت، حيث تئِنّ جميع فئات المجتمع تحت بطش نظام يتفنن بالإجرام. أما قضية المرفأ فتبقى قيد التنويم السياسي نتيجة إيحاء النظام، عبر محاولات إشعال الفتنة، في الطيونة و غيرها، أن أي تعرّض لأركانه في هذه القضية ستكون نتيجتها الدم في الشارع والاقتتال الداخلي، في سيناريو سياسي اعتدنا على رؤيته وتكراره في تاريخنا الذي يخشى المحاسبة ويحبّذ اللاعدالة.

وفيما يتغيّر وجه المجتمع وينغمس في الحياة اليومية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة جداً، تبقى ذاكرتنا الجماعية وانخراطنا في العمل السياسي بهدف الانقلاب على هذا الواقع وجعل منه مساحة للعمل السياسي والمراكمة والبناء هي الدافع الأوّل في استمرارنا في مواجهة نظام الطوائف، نظام الموت.

٤ آب، مهما كان الواقع السياسي اليوم، فرصة لاستذكار عنف واجرام هذا النظام، استذكار ال٢٢٤ شهيد وال٧٠٠٠ جريح و٣٠٠٠٠٠ مشرّد. يوم لاستذكار أن المجتمع ضحية وأن استمرار هذه السلطة جريمة في حقّنا.

من هنا، إنّ الاستمرار بالعمل السياسي والتنظيم، ليس بترف بل ضرورة وذلك لمواجهة السلطة أينما وكيفما كان، على علم بفارق القدرات وفارق ميزان القوى الا أنّ التاريخ ينصف الذين لا يكلّوا ولا يملّوا، ينصف الذين يصنعون المستحيل من اللاشيء، ينصف الذين يؤمنون أن المآسي ليست قدراً، ولذلك نحن ماضون بمواجهتنا وبتنظيمنا بما يمليه علينا ضميرنا.

في ذكرى ٤ آب، سلام لأرواح الضحايا وتحيّة للجرحى وللذين شُرّدوا، مواطنين ومقيمين، منهم الذين نعرفهم ونعرف قصصهم ومنهم الذين نجهلها. في ذكرى تفجير بيروت الرحمة للشهداء والتذكير بأن الانتقام من النظام وأركانه ضرورة ولو بعد حين.

العدالة للضحايا والانتقام من النظام.

Previous
Previous

اللاجئون السوريون في لبنان ضحايا أنظمة الإستبداد والعنصرية